سلمه دكتوراه فخرية وأشركه في انجاح المصالحة الوطنية
هكذا ردّ بوتفليقة الاعتبار لـ "شيغيفارا الجزائر"
رغم أنه حمل لقب أول رئيس للجزائر المستقلة، وحظي بمراسيم جنازة رئاسية إلا أن أحمد بن بلة الرئيس، قست عليه الظروف، وقُدِّر له أن يعيش مسلوب الحرية في الجزائر المستقلة لمدة 15 سنة، مدة جاوزت مدة أسره وسجنه سنوات الجزائر المستعمرة التي لم تتجاوز الـ8 سنوات، ليصل إجمالي السنين التي قضاها الرجل مسلوب الحرية 23، إلا أن الأكيد أن التاريخ سجل للرئيس بوتفليقة أنه منذ وصوله سدة الحكم في 1999، لم يفوت فرصة لرد الاعتبار لرئيس الجزائر الأول، ورغم الخصومة السياسية التي طبعت علاقة الرجلين إلا أن بوتفليقة حرص على معاملة بن بلة كرئيس ورد له الاعتبار.
أحمد بن بلة الذي غادر الجزائر بعد أن تحرر من الإقامة الجبرية التي لاحقته 15 سنة، عاد ليدخلها نهائيا في سبتمبر 1990، بعد أن عاش لمدة 10 سنوات كاملة خارجها وتحديدا ببلد العدو القديم، كرمه بوتفليقة فبادله الكرم بشكر المناضل المتقاعد، وبقدر ما كان رئيس الجمهورية، حريصا على حضور رئيس الجزائر المستقلة الأول كل المناسبات والأحداث البارزة بقدر ما كان بن بلة أحرص على تلبية الدعوة والظهور جنبا الى جنب معه في صورة تعكس التواصل والتكامل قلما نجدها عند الحكام المتعاقبين على حكم الجزائر، لم يتخلف عن احتفالات عيد الثورة، كما لبى دعوة حضور مراسيم انطلاق فعاليات تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية، وكان حاضرا قبل هذا وذاك تجمعات نشطها بوتفليقة لفائدة المصالحة الوطنية كما كان أول مباركي الصلح بين الجزائريين.
الخصومة السياسية التي طبعت علاقة الرجلين، وما سمي بالتصحيح الثوري الذي كان بمثابة أغلال كبلت يدي بن بلة طيلة 15 سنة، لم تقف حائلا في وجه الصلح ومسعى رد الاعتبار لبن بلة، الذي كرمه بوتفليقة في إحدى زيارته لولاية تلمسان بمنحه شهادة الدكتوراه الفخرية، تقديرا لمجهوداته ومواقفه السياسية والنضالية في الجزائر، وباعتباره رجل سلم في القارة السمراء، ومناهضته المعروفة للاستعمار والأنظمة العنصرية فكانت هذه الدكتوراه بمثابة رد الاعتبار الى جانب أشياء أخرى..اعترافا لزعيم من زعماء العالم الكبار في مجموعة دول عدم الانحياز، زعيم حمل لقب " شيغيفارا الجزائر"وهو الذي كان صديق الرئيس جمال عبد الناصر والزعيم الكوبي فيدل كاسترو، والرئيس الهندي جواهر لال نهرو، والرئيس اليوغسلافي جوزيف بروز تيتو، وهومن مؤسسي منظمة الوحدة الافريقية، هذه المسيرة جعلت المناضل المتقاعد يتولى عام 2007 منصبه الرسمي الأخير وهو رئاسة مجموعة الحكماء في الاتحاد الإفريقي المكلفة الوقاية من النزاعات وتسويتها...