عدد المساهمات : 74 نقاط : 165 تاريخ التسجيل : 08/10/2010 العمر : 31 الموقع : skikda
موضوع: اسم الله الرزاق ج2 السبت يوليو 23, 2011 10:23 am
السلام عليكم اسم الله الرزاق
اليكم اهم ماورد في الحلقة
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم. أود أن أذكر كمقدمة أننا في نعمة هائلة لنتكلم عن الله من أمام بيته، نعمة أن يمكننا الله سبحانه وتعالي من هذا. سمعت هذه الآية في صلاة التراويح منذ يومين:
• النقطة الثانية في المقدمة هي أن هدف هذا البرنامج هو معرفة الله سبحانه وتعالي، وأنا أعلم أن بعض الناس يتخوفون من اختلاط الأسماء ومعانيها عليهم. أقول لهم حتى وإذا نسيت ولكن تراكم في داخلك المعنى الحقيقي لمعرفة الله تبارك وتعالي فهذا هو الهدف: أن تتراكم المعاني إلي أن تقودك معرفة الله إلي طاعته فتسعد في الدنيا والآخرة، فملخص الدين حسب فهمي: هو معرفة تؤدي إلي طاعة تؤدي إلي سعادة.
• النقطة الثالثة هي أننا عندما نتحدث عن أسماء الله لن نستطيع أن نذكر كل شئ فمن نحن؟ لو جمعنا علماء الأرض وواعظيها ودعاتها وطلبت منهم أن يتكلموا في عدة أشهر عن اسم واحد من أسماء الله الحسني فيتمّوه فلن يملكوا.
ولذلك قد يكون من أجمل ما نتمناه في الجنة أن يُظهر الله علينا تجليات أسمائه الحسنى تخيل كم سنة ستأخذ؟ ما نقوله في هذا البرنامج هو وضع منهجية تفكير – فهو ليس برنامج وعظي كبقية البرامج – ولكنا نتكلم لكي نفتح للناس أبواباً لتتعرف على الله ثم يقولون لله "يا رب إنا حيينا باسمك هذا وأحيينا الناس باسمك هذا".
هذا البرنامج ليس للمسلمين فقط، فهو للمسلمين والمسيحيين، للمؤمنين والملحدين... فنحن نخاطب الأرض متكلمين عن الله سبحانه وتعالي. اليوم نستكمل الحديث عن اسم الله الرزاق
اليوم يدور كلامنا في محورين:
1. المحور الأول تذكرة بحلقة الأمس مع بعض الأمثلة الجديدة. فلن نستطيع الدخول في موضوع حلقة اليوم دون تلخيص سريع لما قلناه بالأمس.
2. المحور الثاني هو كلام عن شئ مريح للفقراء وللطبقة المتوسطة. هو الكلام عن جزء من الواجب العملي لاسم الله الرزاق لم نتكلم عنه بالأمس... سأترككم تفكرون فيها للتشويق!
ما هو هدف حلقة الأمس؟ كان ببساطة: الرزق مضمون، فإياك أن تذل نفسك لإنسان، وإياك وأكل المال الحرام لأن الرزق مكتوب.
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " إن روح القدس نفث في روعي أن نفساً لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها". إياك وأن تظن أنك ستموت دون شربة ماء أو دون أكل تمرة كانت مقدرة لك.
"وفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ ومَا تُوعَدُونَ (22) فَوَرَبِّ السَّمَاءِ والأَرْضِ إنَّهُ لَحَقٌّ مِّثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنطِقُونَ ( الذاريات: 22-23)أتصدقون الله بعد هذا القسم؟
أتعلمون كم طناً من الماء تحمله كل سحابة تمر فوق رؤوسنا؟ يقول العلماء الألآف من الأطنان! فالله مُعلق لنا أرزاقنا فوق رؤوسنا! تخيل لو نزل السحاب لينطبق على الأرض كم من حادثة وصاعقة ستحدثان؟ الرزاق يُنزل لنا الماء علي هيئة مطر رقيق خفيف.
إياك وأكل المال الحرام. إياك والذل للناس "اطلبوا الحاجات بعزة أنفس فإن الأمور تجري بالمقادير"
وقد عاش الصحابة هذه المعاني فسيدنا بلال – بعد وفاة النبي – كان ماشياً في الطريق، وكان هناك سباقاً للخيل الهى الناس عن العمل. مر بجانبه شاب لا يعرفه.
قال الشاب: من سبق؟
فقال بلال: سبق من عرف الكريم الرزاق؟
فقال الشاب: إنما أسألك عن الخيل!
فقال له: وأنا أدلك علي الخير!
نحن هنا يا سيدنا بلال لكي نعرف الكريم الرزاق بإذن الله.
• كان هناك رجل عجوز يعيش وحيداً وكان دائماً ما يقول : اللهم ارزقنا كما ترزق البُغاث. البُغاث هو فرخ الغراب أول ما يولد يكون في صورة شحمة بيضاء ليس له ريش أسود كالغراب الناضج فينكره أبوه وأمه ولا يطعمانه. هو لا يستطيع الطيران لجلب الرزق، لكن يوجد الرزاق. فرائحة البُغاث تجذب نوعاً من الديدان إلي مكانه فيأكلها حتى ينمو ريشه أسوداً فتعرفه أمه فتبدأ في إطعامه فتختفي الديدان!!! اللهم ارزقنا كما ترزق البُغاث.
لكن احذروا هذه ليست دعوة لترك السعي، فأنا لا افهم من أين أتى المسلمون بأن الإسلام يحث علي عدم الحركة، هذا ليس من الإسلام علي الإطلاق. الإسلام كله حركة وسعي وبحث.
هناك قصة لم أصدقها إلي أن رأيتها. هناك تيارات تجري تحت مياه المحيطات بداية من الدول الاسكندنافية – كفنلندا والسويد – إلي سواحل شيلي في أمريكا الجنوبية. تصل سرعة هذه التيارات إلي 80 كيلو في الساعة فهي سريعة جداً لدرجة أنه حينما تمر بها المراكب تطفئ محركاتها لتحركها هذه التيارات. هذه التيارات تحرك معها أعداد هائلة من الأعشاب البحرية مما يدفع أسماك السردين إلى السعي وراء هذه الأعشاب لتأكلها كل هذه المسافة. يكون في انتظارها في سواحل أمريكا الجنوبية أسماك الدولفين والقرش لأنها هى الوجبة الأساسية لها، بالإضافة إلي مئات الألآف من الطيور. بعد أن تأكل الطيور هذه الأسماك، تتخلص من مخلفاتها والتي تعتبر من أجود أنواع السماد في العالم الذي يستخدمه أهل هذه المنطقة فيبيعونه ويستخدمونه في الزراعة لضمان البقاء!!! أريد منكم أن تقولوا لأنفسكم "عيب أن نشك في الرزاق، عيب ألا تسعى".. تعالوا ننظر للكون نظرة جديدة: الكون مسجد كبير يسجد كل من فيه لله عز وجل:
أتذكرون الحديث القدسي الذي ذكرناه بالأمس: يابن آدم خلقتُ السماوات والأرض ولم أعي بخلقهن، أفيعييني رغيف أسوقه إلي عبدي؟ ابن آدم لي عليك فريضة ولك عليَّ رزق فإن خالفتني في فريضتي لم أخالفك في رزقك.
تعالوا الآن نتكلم في المحور الثاني:
أهدي الكلام القادم للضعفاء والمبتلين، لأصحاب الطبقة المتوسطة التي ضاقت عليهم الدنيا ولم يعيشوا كما تمنوا، للذين قرروا بعد سماع اسم الله الرزاق أن يسعوا، وألا يأكلوا المال الحرام، وألا يذلوا أنفسهم لبشر، ولكنهم يعيشون في ضيق شديد ومستقبل قاتم.
أقول لهم: عندما تفعل الثلاث أشياء التي اتفقنا عليها، أيضيعك الرزاق؟؟ الرزاق الذي أطعم هذه الطيور والأسماك أيضيعك؟؟
تنقسم العبادة إلي نوعين: عبادة بالجوارح كالصلاة والصوم والعمرة، وعبادة القلب كالتوبة والعفو عن الناس. أتلاحظ أن هذه الأشياء الثلاثة التي تكلمنا عنها من عبادات الجوارح؟ أما الشئ الرابع فهو من عبادات القلوب. الجزء الرابع من ماذا يريد مني الرزاق هو كيف يرضي عني الرزاق؟
الرضا
هل أنت راضٍ عن الرزاق؟ اعلموا أن عبادات الجوارح يتوقف ثوابها بمجرد انتهائها، أما عبادات القلب فثوابها ممتد حتى في منامنا. لماذا؟ لأن قلبك لو امتلأ بهذا المعني فهو مستمر معك طوال حياتك. هل أنت راضٍ عن هذه الأرزاق: هل أنت راضٍ عن زوجتك؟ عن مكان سكنك؟ عن أثاث بيتك؟ شكلك؟ هل أنت راضٍ عن وضعك المالي؟ عن وظيفتك؟ هل أنتِ راضية عن تأخر زواج ابنتك؟ عن البطالة؟ هل أنت راضٍ عن الغربة عن بلدك؟ هل أنت راضٍ عن حياتك؟ هل أنت راضٍ عن ربك؟
ما هو الرضا؟
تعريف الرضا: "الطموح والسعي للأفضل مع رضا القلب عن الحال".
بعض الناس يفهمون الرضا علي أنه توقف للسعي للرضا بالحال وهذا ليس صحيحاً على الإطلاق. فللرضا لابد من السعي مع الرضاء بالحال. ببساطة شديدة: نبينا كان يسعي لتحسين الوضع في المدينة مع رضاءه بالحال في مكة.
هل أنت راضٍ عن ملبسك أيها الشاب أم أنك في ضيق لأنك تريد أن تقلد الشباب في ملبسهم الغالي ولا تستطيع؟ هل أنت راضٍ عن سيارتك المنهكة؟ عن مسكنك السيئ؟ هل أنت راضٍ أم لا؟ هل تشعر بمرارة في القلب؟
يقول الله تبارك وتعالي في حديث قدسي: ابن آدم خلقتك لعبادتي فلا تلعب، وضمنت لك رزقك فلا تحزن، إن قل فلا تحزن، وإن كثر فلا تفرح، إن أنت رضيت بما قسمته لك أرحت بدنك وعقلك وكنت عندي محمودا، وان لم ترض بما قسمته لك أتعبت بدنك وعقلك وكنت عندي مذموما. لأسلطن عليك الدنيا تركض فيها ركض الوحوش في الفلاة ثم لا يصيبك منها إلا ما كتبتُ لك.
ليس معنى هذا ألا نسعى، ولكن الاستمرار في عدم الرضا لا يـأتي بشئ سوي المزيد من التعب. هناك كلمة جميلة جدا: أرح نفسك من الهم بعد التدبير، فما قام به الله عنك لا تقم به أنت لنفسك! ألم تري كيف يرزق الرزاق المخلوقات الضعيفة؟ أفلا يرزقك أنت وأنت الخليفة في الأرض؟ أفلا يرزقك وهو جعل الملائكة تسجد لأبوك؟ أفلا يرزقك وقد كرمك كل هذا التكريم؟ اسع كما اتفقنا كسعي السيدة هاجر واترك الباقي لله، لا ترض بالجلوس في المقاهي لقتل الوقت، اجعل الجلوس فيها للتخطيط للمستقبل. أود أن أخاطب أصحاب المقاهي وأقول لهم شئ عظيم أن تجعلوا مقاهيكم للتخطيط والتدبير بدلاً من إضاعه وقت الشباب دون فائدة، حتى يرضي عنكم الرزاق. أرح نفسك من الهم بعد التدبير، فما قام به الله عنك لا تقم به أنت لنفسك! يقول الله تبارك وتعالي في حديث قدسي آخر: يابن آدم عندك ما يكفيك وأنت تطلب ما يضغيك ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض بغير الحق. لا بقليل تشبع ولا بكثير تقنع إن أنت أصبحت معافا في بدنك، آمناً في سربك، وعندك قوت يومك فقل علي الدنيا العفاء.
إذا كنت تتمتع بالصحة وببيت خاص لك فأنت في نعمة محروم منها غيرك. هناك أناس لا يعلمون أين سيعيشون بعد شهرين، هناك أناس لا يعلمون في أي بلد يدخل أولادهم المدارس من كثرة تنقلهم في البلاد وعدم استقرارهم. إذا كان لك بيت تدخله كل ليلة وتنام فيه فأنت في نعمة كبيرة جداً. إذا كان عندك قوت يومك – يومك فقط – فأنت في نعمة. هناك شباب يتأزم حين لا يجد صنف الجبن الذي يحبه مع وجود الكثير والكثير من أصناف الأكل الأخر!
يقول النبي صلي الله عليه وسلم "لو كان لابن آدم وادياً من ذهب لتمنى أن يكون له واديان ولن يملأ فم ابن آدم إلا التراب". يقول ابن القيم "الرضا باب الله الأعظم ومستراح العاملين، وجنة الدنيا". لا تكف عن السعي والرضا فهما متلازمان.
وقد قال الله" وعندك قوت يومك" ولم يقل قوت إسبوعك فنحن لا نعلم متي نموت؟ أيضمن أحدنا أن يعيش للغد؟ نحن نعمل باليومية يا إخواننا!
ينام الناس فتُرفع الأرواح إلي السماء، ثم يمسك الله الأرواح التي تمت ويرسل الأخرى فنستيقظ. كيف ننام علي معصية ونحن نعمل باليومية؟!!!
إن أنت أصبحت معافاً في بدنك، آمناً في سربك، وعندك قوت يومك فقل على الدنيا العفاء.
حتى وإن لم يكن عندك قوت يومك فإرض بما كتبه الله لك.
يعلمنا النبي صلي الله عليه وسلم هذا المعنى فيقول: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا".
يقول النبي صلي الله عليه وسلم" من قال حين يصبح – أو يمسي – رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا وجب على الله أن يرضيه في هذا اليوم".
يقول النبي – صلي الله عليه وسلم - في حديث آخر: "من قال حين يسمع الآذان رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيا ورسولا غُفر له".
يحثنا الرسول على التدريب على الرضا. انظروا إلى أدعية النبي: "اللهم رضني بقضائك حتى لا أحب تأخير ما عجلّتَ ولا تعجيل ما أخرتَ".
هل أنت راضٍ عن الرزاق؟ انظر إلى دعاء النبي: اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء. لما قال النبي "بعد القضاء"؟ لأن الرضا قبل القضاء سهل فالكل راضٍ قبل القضاء.
يقول العلماء: علامات الرضا ثلاث:
1. ترك الاختيار قبل القضاء بالاستخارة.
2. فقد المرارة عند القضاء.
3. دوام حب الله في القلب بعد القضاء.
بعض الناس تقلل عبادتها بعد وقوع المصيبة فيتوقف عن الصلاة مثلاً.
• كان النبي في شدة السعادة عند ولادة ابنه إبراهيم فكان يحمله ويمر علي بيوت الصحابة ويقول لكل منهم :"انظر إلى ابني إبراهيم". توفي إبراهيم في سن يتعلق فيه الآباء تعلق شديد بأبنائهم وهو سن الفطام فيبكى النبي صلى الله عليه وسلم - فالبكاء رحمة في القلب وهى لا تتعارض مع الرضا بقضاء الله – ويقول: "إن العين تدمع وإن القلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونين". ثم يدخل النبي بيته ويقول لله: "لبيك وسعديك والخير كله بيديك والشر ليس إليك". هل أنت راضٍ عن الرزاق؟ هل أنت راضٍ عن الرزاق؟
يُحكى أن الفضيل بن عياض – وهو كان من العباد قليلي الابتسام – مات له ابن فابتسم. فقالوا له: لما تبتسم؟ فقال "شئ أحبه الله فأحببته". ثم قال "أجبرت نفسي على الابتسام لكي أرضى عن الله سبحانه وتعالي".
ناقش العلماء أن النبي بكى والفضيل ابتسم، ومعاذ الله أن يكون الفضيل أعلى مقاماً من النبي. ولكن التفسير هو أنه لحظة الموت يشعر القلب بشعورين: الرحمة والرضا. لا يستطيع كل الناس التوفيق بين الشعورين. الفضيل لم يستطع التوفيق فوجد نفسه إما يبتسم رضاءً وإما يبكي بكاءً شديدا، أما النبي صلي الله عليه وسلم يسهل عليه التوفيق بين الشعور بالرضا والبكاء – أي الشعور بالرحمة.
• يقول سيدنا عمر بن الخطاب: "ما أصابتني مصيبة في حياتي إلا رضيت عن الله فيها وحمدته فيها لأربعة أشياء: أنها لم تكن أكبر منها، وأنها لم تكن في ديني، وأن الله سيرزقني عليها ثوابا عظيماً، وأني تذكرت أعظم مصيبة في حياتي وهي فقد النبي صلي الله عليه وسلم.
• يقول سيدنا عمر: "والله لا أبالي على أي حال من أحوال الدنيا أصبحت أو أمسيت، من غِنى أو فقر، فرح أو حزن مادمت قد أصبحت وأمسيت مسلماً لله عز وجل".
أعيد عليكم السؤال: هل أنت راضٍ عن أفعال الله في حياتك؟ هل أنت راضٍ عن زوجتك؟ عن مكان سكنك؟ عن أثاث بيتك؟ شكلك؟ هل أنت راضٍ عن وضعك المالي؟ عن وظيفتك؟ هل أنتِ راضية عن تأخر زواج ابنتك؟ عن البطالة؟ هل أنت راضٍ عن الغربة عن بلدك؟ هل أنت راضٍ عن حياتك؟ هل أنت راضٍ عن ربك؟
• عروة بن الزبير، هو ابن أخت السيدة عائشة رضي الله عنهم ذهب ذات يوم هو وابنه لأمير المؤمنين في دمشق فذهب الصبي ليلعب مع الخيل فدهسته فمات. وعندما أرادوا إخباره بما حدث ذهبوا ليلقوه وقد أصابته الآم شديدة في ساقه وأخبره الأطباء عن وجود ورم فيها ولابد من بترها. فما علم الناس فيما يعزونه: فقد ابنه أم بتر ساقه.
قال عروة بن الزبير: اللهم لك الحمد كان لي سبعة أبناء أخذت واحداً وأبقيت ستة، وكان لي أربعة أعضاء أخذت واحداً وأبقيت ثلاثة، فإن كنت قد أخذت فقد أبقيت، وإن كنت قد منعت فقد أعطيت، فلك الحمد على ما أخذت ولك الحمد علي ما أبقيت ولك الحمد علي ما منعت ولك الحمد علي ما أعطيت.
ثم قال: أين قدمي التي قطعت؟ فأتوا إليه بها فقال: الله يعلم أني لم أمش بك علي حرام أبداً. فقال له أحد الجالسين: أبشر يا عروة شئ من جسدك وولدك سبقك إلي الجنة.
• أعرف عائلة مؤمنة – ما شاء الله لا قوة إلا بالله – مات لهم ابن في سن الثامنة عشر، وكان لهم ابنة اسمها سلمى، كنت جالساً ذات مرة وقد قلت للشباب أخبروني بنعم الله عليكم. فقالت سلمي – ذات الخمسة عشر ربيعا: من نعم الله علىَّ أنه متعني بأخي خمسة عشر عاما!
• عمران بن حصي، من الصحابة الذين جاهدوا مع النبي صلى الله عليه وسلم. أصابه في آخر عمره مرض مقعد ألزمه الفراش حتى أنهم اضطروا إلى اقتلاع جزء من الفراش حتى يستطيع التبول. فكان يدخل عليه الناس فيجدونه مبتسما يقول: شئ أحبه الله أحببته، ما يحبه الله أحبه.
• السيدة صفية عمة النبي صلى الله عليه وسلم كانت في غزوة أحد تسقي الجرحى. عندما قُتل سيدنا حمزة ومُثل به وأخرجت هند بنت عتبه أحشاءه، قال النبي للزبير بن العوام ابنها: يا زبير خذ صفية وعد بها إلى المدينة كي لا ترى حمزة.
فذهب لها ابنها وقال لها يا أماه يقول لك النبى عودي إلي المدينة.
فقالت: يا بني أتفعلون ذلك كي لا أري حمزة؟
فقال: نعم يا أمي.
فقالت: يا بني ما حدث لحمزة في جوار نعم الله علينا قليل. ما ابتلانا الله في حمزة إلا ليرانا أنرضى أو لا نرضى. اذهب إلى رسول الله وقل له أن صفية تقول لك يا رسول الله إنما ابتلينا بحمزة لنُختبر في الرضا.
فعاد إلي النبى فقال النبى: أأذن لها أن تراه. فذهبت فبكت وقالت: "... إنَّا لِلَّهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ" (البقرة: 156) وصلت عليه.
• أعرف شاباً كان يحب فتاة حباً شديداً وكان يدعو الله ليل نهار أن يتزوجها لكنها تزوجت من شخص آخر. فحزن وبكى ثم قال: ندعو الله فيما نحب، فإذا أراد غير ما نحب، لم نخالفه فيما يحب.
• يقول سيدنا عبد الله بن مسعود: منذ ثلاثين سنة لم يخالف هوايا ما يرضي به الله سبحانه وتعالي.
• يقول الشاعر:
فليتك تحلو والحياة مريرة وليتك ترضى والأناس غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين وكل الذي فوق التراب تراب
يساعدك علي الرضا عدل ربنا في توزيع الأرزاق. هناك نظرية أننا لو حسبنا ماذا أعطى الله لكل منا مقارنة بالأخر لتساوينا جميعا. لو افترضنا أن الرزق مئة قطعة: للولد عشرين وللزوج عشرين وللمال عشرين وهكذا. هناك من لديه المال فيحصل علي العشرين قطعة كاملة ولكن ليس له ولد فلا يحصل علي درجة الأبناء، وهذا لديه صحة فيأخذ درجة الصحة كاملة لكن ليس لديه مال وهكذا. إذا جمعنا المجوع يتساوي الكل.
أحيانا ينشغل الغني بمشاهدة الأرزاق، وينشغل الفقير بمشاهدة الرزاق.